-
ع
+

عصر الإسناد: النشأة والأسباب

يحيى محمد 

بعد ذهاب عصر التحفظ للصحابة ظهر عصر جديد يحمل معاني الانقلاب على ما سلكه كبار الصحابة والتابعون ازاء التعامل مع الحديث، فبرزت سمات جديدة هي على الضد من تلك التي شهدها العصر الاول. لكن هذه السمات لم تظهر دفعة واحدة، بل ان بعضها بدأ بالتكون والنمو مع وجود العصر السابق، واخص بالذكر ما ظهر من الاكثار في الرواية لدى ما يطلق عليهم (صغار الصحابة). فقد كان بعض كبار الصحابة ينهى عن الاكثار في الرواية ويعاقب عليها، ومع ذهاب الكبار اخذ بعض الصغار يكثرون فيها من غير تحفظ. يضاف الى ما شهدته هذه الفترة من اهتمام اولي بمعرفة الرجال بعد ان تجرأ الناس على الكذب في الحديث، ثم تطور الحال - بعد تفشيه - الى البحث عن الإسناد. وبعد ذلك  بدأ الاهتمام بتدوين الحديث وجمعه والكشف عن الصحيح منه. وبهذا اخذ العصر الثاني يتمظهر بخصائص جديدة لم تكن معهودة من قبل. لكننا سنتحدث هنا عن طور الاسناد فحسب. 

فمعروف ان الإسناد هو خاصية تميز بها المسلمون على غيرهم من الامم، وكما قال ابو علي الجبائي: خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم تعط الى من قبلها، وهي: الإسناد والأنساب والإعراب[1]. ومع ان هناك مجالات عديدة للاسناد، كالاسناد في الحديث، وفي اللغة، وفي التاريخ، وفي القراءة.. الخ، لكن ما يعنينا هو الإسناد في الحديث دون غيره.

لقد ظهرت فكرة اسناد الحديث والبحث في الرجال عندما شعر صغار الصحابة والتابعون ان من الناس من يتجرأ الكذب على النبي. وهناك ما يشير الى ان الوضع في الحديث بدأ بعد نشوء الفرق العقدية والسياسية في عهد خلافة الامام علي. وكان ابن عباس يقول - كما جاء في صحيح مسلم -: إنا كنا نحدث عن رسول الله (ص) إذ لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه[2].

هذا ما كان في عهد صغار الصحابة، وقد تفاقم الوضع بمرور الزمن لتفشي الكذب وانتشاره، فروي عن شعبة انه قال: ما اعلم احداً فتش الحديث كتفتيشي؛ وقفت على ان ثلاثة ارباعه كذب[3]. كما روي عن احمد وشعبة والبخاري ومسلم قولهم ان نصف الحديث كذب. وذكر البعض ان الوضاعين للحديث هم اكثر من (300) وضاع، ووجد لخمسة منهم من الحديث الموضوع (35 ألف) حديث[4]. كما روي ان أحمد بن عبد الله الجوباري وضع على النبي نحو ثلاثين ألف حديث كالذي نصّ عليه أبو حاتم بن حبان[5].

وقيل ان الكذابين المعروفين بوضع الحديث على النبي اربعة، وهم ابراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام[6]. وقد أُتهم مقاتل بن سليمان بأنه كان يسأل أهل الكتاب من اليهود والنصارى ويفسر بذلك القرآن، وهو مشهور بالكذب والاختلاق[7].

ولا شك ان دوافع الكذب في الحديث متعددة ومختلفة، فتارة كانت لنصرة المذهب وابطال غيره من المذاهب، وثانية لاعتبارات سياسية، حيث كانت السلطة اوالمعارضة لا تتورع عن اختراع الحديث لاجل دحض الخصوم، وثالثة لاعتبار ما دخل من الامم الاخرى في الاسلام ورغبة بعضهم في تزييفه واظهار تناقضاته وابطاله، ومن ذلك وضع الاسانيد الصحيحة لمتون مزيفة، ورابعة لدعوى اصلاح المجتمع بعد العجز عن اصلاح فساده كما فعل الزهاد الصالحون.

وقد قال شيخ من الخوارج بعد ان تاب ورجع عن مذهبه: ان هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فانا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً[8]. وعلق بعض الحفاظ على هذا القول: إن هذه والله قاصمة الظهر للمحتجين بالحديث المرسل، إذ بدعة الخوارج كانت في صدر الإسلام والصحابة متوافرون، ثم في عصر التابعين فمن بعدهم، وهؤلاء كانوا إذا استحسنوا أمراً جعلوه حديثاً وأشاعوه، فربما سمع الرجل الشيء فحدث به ولم يذكر من حدثه به تحسيناً للظن فيحمله عنه غيره ويجيء الذي يحتج بالمقاطيع فيحتج به[9].

وجاء في هذا الصدد ان سليمان بن حرب قال: دخلت على شيخ وهو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث في الناس فلا أدري كيف أصنع[10]. وجاء ان أبا العيناء قال: أنا والحافظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي فإنه قال: لا يشبه آخر هذا أوله. وقد كان أبو العيناء يحدث بهذا بعد ما تاب[11].

وروي في وضع الزنادقة عن النبي ما ذكره حماد بن زيد من انهم وضعوا على رسول الله أربعة عشر ألف حديث[12]. وقال المهدي: أقر عندي رجل من الزنادقة انه وضع أربعمائة حديث فهي تجول في أيدي الناس[13]. وجاء انه لما ايقن عبد الكريم بن أبي العوجاء بقتله لوضعه الاحاديث الكاذبة قال: والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام، ولقد فطرتكم في يوم صومكم، وصومتكم في يوم فطركم[14]. وهناك جماعة اتهموا بوضع اكثر من عشرة آلاف حديث، وهم كل من أحمد بن عبد الله الجويباري ومحمد بن عكاشة الكرماني ومحمد بن تميم الفارابي[15]. ومن ذلك ايضاً ما اورده ابن حبان من انه رأى خمسمائة حديث وضعها أحمد بن محمد القيسي الأبلي، وقال: لعل هذا الشيخ قد وضع على الأئمة المرضيين أكثر من ثلاثة آلاف حديث[16].

 والبعض رغم صلاحه فقد كان يتهم بوضع الحديث، اذ قيل ان أحمد بن محمد الفقيه المروزي كان من أصلب أهل زمانه في السنة وأذپهم عنها وأقمعهم لمن خالفها، ومع هذا فقد كان يضع الحديث، ومن ذلك انه وضع في فضائل قزوين نحو أربعين حديثاً، وكان يقول إني أحتسب في ذلك[17].

وورد عن الزهاد والصالحين الكثير من الوضع، حتى قال أبو عاصم النبيل: ما رأيت الصالح يكذب في شيء أكثر من الحديث[18]. وهناك من فسر بعض الوضع بانه لم يكن من الكذب المتعمد، بل من الخطأ في نقل الحديث، فقد ورد في صحيح مسلم ان يحيى بن سعيد القطان قال: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. وفي خبر اخر عنه ايضاً: لم نر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث[19]. لكن مسلماً علق على ذلك وقال: يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب[20].

وجاء انه اعتز قوم من الزهاد فوضعوا أحاديث في الترغيب والترهيب وقالوا: نحن لم نكذب عليه، بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته[21]. وقيل لأبي عصمة -وهو نوح بن أبي مريم - من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة[22]. كما سئل احد الزهاد عن الاحاديث التي حدث بها فقال: انما وضعناها لنرقق بها قلوب العامة[23]. وجاء ان ابن مهدي سأل ميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الاحاديث: من قرأ كذا فله كذا؟ فأجاب: وضعتها أرغب الناس فيها[24]. وقيل ان وهب بن حفص كان من الصالحين وقد مكث عشرين سنة لا يكلم أحداً، ومع ذلك وصفه أبو عروبة بانه كان يكذب كذباً فاحشاً[25].

وذهب قوم الى وضع الاسانيد لكل كلام حسن، فعن محمد بن سعيد انه قال: لا بأس إذا كان كلام حسن أن تضع له إسناداً[26]. ونُقل عن سليمان بن عمرو النخعي انه كان يضع الاحاديث كما يضع لكل مسألة وحديث اسناداً، ومن ذلك جاء انه كان في حجره كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة وهو يركب عليه الأسانيد ويقول حدثنا خصيف وحدثنا حصين، وفي مناسبة اخرى انه كان يصرح في جملة من الاحاديث انه ليس منها شيء الا وعنده فيه اسناد[27].

وقد يكون الوضع لدى الصالحين نتيجة طبيعية لما الفه العلماء من التساهل في الاحاديث التي تدور في الثواب والعقاب، وذلك تعويلاً على بعض الروايات؛ مثل ما روي عن ابي هريرة من ان النبي قال: من حدث عني حديثاً هو لله رضا فأنا قلته وبه أرسلت. ولهذا السبب اجاز بعض الكرامية وضع الاحاديث الخاصة بكل من الثواب والعقاب ترغيباً للناس في الطاعة وزجراً لهم عن المعصية[28].

تأريخ النشأة

يتفق الباحثون من ان البحث في الإسناد والتكلم في الرجال قد بدأ في عصر التابعين اثر تنامي الكذب وانتشاره. وتعد شخصية محمد بن  سيرين (المتوفى سنة 110هـ) من ابرز ما اعتمد عليه في التكهن بتأريخ نشأة الإسناد، فقد روى عنه مسلم في صحيحه انه قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم[29]. ويحتمل ان يكون ابن سيرين قد قصد بالفتنة هي فتنة عبد الله بن الزبير عندما طرح نفسه كخليفة للمسلمين والتي انتهت بمقتله على يد الحجاج بن يوسف الثقفي (سنة 73). وفي هذه الفترة روي انه لم يكن الناس يسألون عن الإسناد حتى كان زمن المختار فاتهموا الناس[30]. كما قيل ان اول من فتش عن الإسناد هو عامر الشعبي (المتوفى سنة 103هـ) حيث جاء ان الربيع بن خيثم ذكر ان من قال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) فله كذا وكذا من الاجر، فسأله الشعبي: من حدثك؟ فقال: عمرو بن ميمون، ثم سأل هذا الاخير: من حدثك؟ فقال: أبو ايوب صاحب رسول الله (ص). فحول هذه الواقعة صرح يحيى بن سعيد القطان بانها أول حادثة فتش فيها عن الإسناد[31].

كما رأى البعض ان بداية الإسناد تعود الى ابن شهاب الزهري، وهو المنقول عن مالك بن انس[32]. وروي انه جلس إسحاق بن أبي فروة الى الزهري فجعل يقول قال رسول الله (ص) فقال له الزهري: قاتلك الله يا بن أبي فروة ما اجرأك على الله، تأتينا بأحاديث ليس لها خطم ولا ازمة، ألا تسند حديثك[33]؟ وفي رواية اخرى عن الوليد بن مسلم انه قال: خرج الزهري من الخضراء ومن ثم عبد الملك فقال: يا أيها الناس إنا كنا قد منعناكم شيئاً قد بذلناه لهؤلاء فتعالوا حتى أحدثكم، فسمعهم يقولون قال رسول الله وقال رسول الله، فقال: يا أهل الشام ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمة ولا خطم، قال الوليد فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ[34]. وتدل الرواية الاخيرة على ان الزهري هو اول من بدأ الإسناد في بلاد الشام، وانه يمكن ان يكون هناك من سبقه في غيرها من البلدان.

ونجد في رواية اخرى ان الإسناد يعود الى ما بعد الزهري، حيث جاء عن عبد الله بن سلمة بن أسلم انه قال: ما كنا نتهم أن أحداً يكذب على رسول الله (ص) متعمداً حتى جاءنا قوم من أهل المشرق فحدثوا عن أصحاب النبي (ص) الذين كانوا عندهم بأحاديث لا نعرفها، فالتقيت انا ومالك بن أنس، فقلت: يا أبا عبد الله والله انه لينبغي لنا ان نعرف حديث رسول الله (ص) ممن هو وعمن أخذنا، فقال: صدقت يا أبا سلمة، فكنت لا أقبل حديثاً حتى يسند لي، وتحفظ مالك بن أنس الحديث من ايامئذ، فجئت عبد الله بن الحسن في السويقة، فقال: يا ابن سلمة بن أسلم ما بلغني انك تحدث تقول حدثني فلان عن فلان، قلت بلى خلط علينا شيعتكم من أهل العراق وجاؤونا بأحاديث عن بعض أصحاب النبي (ص) فحدثته بعض ما حفظت، فعجب له وقال: أصبت يا ابن أخي فزادني في ذلك رغباً[35].

ويبدو ان البحث عن الإسناد قد سبق القرن الثاني، وعلى الاقل فان الوعي باهميته قد بدأ منذ ذلك الوقت كما تشير اليه بعض النصوص، ابرزها نص ابن سيرين الانف الذكر، وله نص اخر وجد صدى لدى غيره من العلماء، حيث يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم[36]. وقد روي النص ايضاً عن الضحاك بن مزاحم (المتوفى سنة 105هـ)[37]، وكذا عن مالك بن انس[38]، وعن ابي هريرة[39]، بل وعن النبي ايضاً[40].

وعلى هذه الشاكلة قال عبد الله بن المبارك: الإسناد عندي من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء[41]. وكذا قال يزيد بن زريع: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد[42]. وقال عمرو بن قيس: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي الذي ينقد الدراهم فان الدراهم فيها الزيف والبهرج وكذلك الحديث[43]. ومثل ذلك روي عن الاوزاعي، وهو انه قال: كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابه كما يعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا منه تركنا[44]. وكان الاوزاعي ينقل عن يزيد بن أبي حبيب قوله: إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة؛ فإن عُرف فخذه وإلا فدعه. وقال ابن عون: لا يؤخذ هذا العلم إلا عن من شهد له بالطلب. وروى المغيرة عن إبراهيم ان الناس كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل الحديث نظروا إلى صلاته وهيئته وسمته[45].

وهناك من الروايات ما يشير الى ان الإسناد بدأ منذ خلافة الامام علي، اثر ما ظهر في عصره من الكذب على النبي، اذ روي عنه شبيه ما روي عن ابن سيرين وغيره، وهو انه قال في مسجد الكوفة: انظروا عمن تأخذون هذا العلم فإنما هو الدين[46].

هذا فيما يتعلق بالاسناد، اما عن التعديل والتجريح، فقد قيل ان اول من تكلم فيه هو شعبة بن الحجاج، ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان، ومن بعده أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وقد اعتبر ابن الصلاح ان هؤلاء هم الاوائل فيمن تصدى للكلام في الرجال والاعتناء بذلك، وإلا فالكلام فيهم جرحاً وتعديلاً متقدم وثابت عن رسول الله (ص) ثم عن كثير من الصحابة والتابعين[47].

الاسناد المرسل والصحيح:

كانت بداية العمل بالاسناد لدى التابعين هي قبول الإسناد المرسل عن الثقة، والمقصود بالمرسل لدى علماء الاصول هو رواية الراوي عمن لم يسمع منه، سواء كان معاصراً له او غير معاصر، فقد يروي التابعي عن النبي دون ان يذكر اسم الصحابي الذي روى عنه، كما قد يروي المحدث عن غيره ممن لم يعاصره، مثل رواية مالك بن انس عن القاسم بن محمد بن ابي بكر، كما قد يروي الراوي عمن عاصره ولم يلقه، مثل رواية سفيان الثوري وشعبة عن الزهري[48]. لكن عادة ما يقصد بالمرسل لدى اهل الحديث  هو رواية التابعي عن النبي (ص) مباشرة، فيقول: قال النبي دون ان يذكر اسم الصحابي الذي ينقل عنه[49]، وهي طريقة سلم بها التابعون واعتادوا عليها، وربما اعتبروها متسقة مع قبول رفع الصحابي للحديث عن النبي رغم عدم سماعه منه. وتبعهم في ذلك علماء القرن الثاني للهجرة، ومن ثم اعترض عليها المتأخرون؛ حيث بحثوا عن ايجاد الاسانيد المتصلة التي تنتهي بالصحابة والنبي. وقد كان الطبري يقول ان التابعين بأسرهم اجمعوا على قبول المرسل ولم يأت عنهم انكاره ولا عن احد من الائمة بعدهم الى رأس المائتين[50].

كما اخذ العلماء يبحثون عن الاسانيد التي تتصف بقدر اكبر من العلو والصحة. والمقصود بعلو الإسناد هو الإسناد الذي يكون فيه رجال السلسلة المتصلة قليلين. وصرح احمد بن حنبل بان طلب الإسناد العالي هو من السنة او الدين[51]. كما قيل ليحيى بن معين، وهو في مرضه الذي مات فيه (توفي سنة 233 هـ): ما تشتهي؟ قال: بيت خالي وإسناد عالي. ذلك ان العلو يبعد الإسناد من الخلل، حيث ان كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهواً او عمداً، ففي قلتهم قلة جهات الخلل، وفي كثرتهم كثرة جهاته[52]. لهذا عد النزول في الإسناد من الشؤم كالذي صرح به علي بن المديني[53]. لكن المقرر في المفاضلة هو ان الحديث الصحيح خير من الحديث الضعيف؛ حتى لو كان الاول بعيداً والثاني قريب الإسناد[54].

كذلك أخذ علماء الحديث يبحثون في الاسانيد الصحيحة، واختلفوا في أصحها، فقد جاء عن سليمان بن حرب ان اعتبر أصح الأسانيد هو سلسلة أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي، وقريب منه ما جاء عن عمرو بن علي الفلاس، ومثل ذلك ما روي عن علي بن المديني. واعتبر عبد الرزاق ان أصحها هو سلسلة الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي، وكذا قال ابو بكر بن أبي شيبة . في حين ذهب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وابن حنبل وإسحاق بن راهويه الى ان أصح الأسانيد كلها هو سلسلة الزهري عن سالم عن أبيه. واعتبر البخاري ان أصحها مالك عن نافع عن ابن عمر. واعتبر يحيى بن معين ان اجودها الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله[55].

وذكر الحاكم النيسابوري ان أصح أسانيد ابي بكر الصديق: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه، وان أصح أسانيد عمر: الزهري عن سالم عن أبيه عنه، وأصح أسانيد أهل البيت: جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وأصح أسانيد ابن عمر: مالك عن نافع عنه، وأصح أسانيد عائشة: عبيد الله بن عمر بن حفص عن القاسم عن عائشة، وأصح أسانيد ابن مسعود: سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم النخعي عن علقمة عنه، وأصح أسانيد أبي هريرة: الزهري عن سعيد بن المسيب عنه، او أبو الزناد عن الأعرج عنه، او حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن سيرين عنه. كما قيل ان اصح اسناد يروى عن سعد بن ابي وقاص هو: علي بن الحسين بن علي عن سعيد بن المسيب عنه[56].

وقيل ان المجمع على صحته هو المتصل السالم من الشذوذ والعلة، وأن يكون رواته ذوي ضبط وعدالة وعدم تدليس. ويقصد بالشذوذ هو ما يرويه الثقة مخالفاً لرواية الناس، او لرواية من هو اضبط منه. كما يقصد بالعلة هو ان فيه أسباباً خفية قادحة[57]. أما التدليس فيقصد به رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه، فيتوهم انه سمع منه، أو روايته عمن قد لقيه ولم يسمعه منه[58]. وسمي ذلك تدليساً لكون الراوي لم يسمِّ من حدّثه واوهم سماعه للحديث ممن لم يحدّثه به، ويرد في صيغته ما يحتمل وقوع اللقاء، كصيغة (عن) وصيغة (أن) وصيغة (قال). واذا كانت الصيغة صريحة في السماع المباشر مثل اخبرنا او حدثنا وهو لم يسمع عنه كان ذلك كذباً[59]. وقد اعتبره البعض على ثلاثة اقسام تختلف في الضعف[60].

فأعلى مراتب المجمع عليه: مالك عن نافع عن ابن عمر، أو منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، أو الزهري عن سالم عن أبيه، أو أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. ثم بعده معمر عن همام عن أبي هريرة، أو ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس، أو ابن جريج عن عطاء عن جابر وأمثاله. ثم بعده في المرتبة : الليث وزهير عن أبي الزبير عن جابر، أو سماك عن عكرمة عن ابن عباس، أو أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء، أو العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ونحو ذلك من أفراد البخاري أو مسلم[61]. وقيل انه روي من خلال هذه الاسانيد القليلة الاف الاحاديث.

وقد كان التابعون المعول عليهم في الاحاطة بالحديث قليلين، فكما يرى أبو داود الطيالسي ان الحديث موجود عند أربعة؛ هم الزهري وقتادة وأبي إسحاق والأعمش، فكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، والزهري أعلمهم بالإسناد، وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا الفين الفين. واعتبر الخطيب البغدادي ان هؤلاء الاربعة هم من تدور الاسانيد عليهم، وهو معنى قول الطيالسي: وجدنا الحديث عند أربعة[62]. وهناك رجال اخرون ممن اعتنوا بجمع الحديث، حتى قيل: ان من لم يجمع حديث هؤلاء الخمسة فهو مفلس في الحديث: سفيان وشعبة ومالك بن أنس وحماد بن زيد وابن عيينة، وهم أصول الدين[63]. وذهب علي بن المديني الى ان الإسناد كان يدور على ستة ثم تفشى علمهم الى غيرهم، وهم الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق الهمداني وسليمان الأعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة الى غيرهم، ففي الكوفة سفيان الثوري، وفي  الشام الاوزاعي، وفي البصرة شعبة بن الحجاج وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر وأبو عوانة، وفي الحجاز مالك بن انس وابن جريج ومحمد بن اسحاق وسفيان بن عيينة، وغير هؤلاء[64].

 

 



[1] قواعد التحديث، ص201

[2] وفي صحيح مسلم ايضاً انه جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال يا ابن عباس! مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله (ص) ولا تسمع، فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله (ص) ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف (صحيح مسلم، ج1،  باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها).}. وروي عن أنس بن مالك انه حدث بحديث عن رسول الله (ص) فقال له رجل: أسمعته من رسول الله (ص)؟ فغضب انس غضباً شديداً وقال: والله ما كل ما نحدثكم به عن رسول الله (ص) سمعناه ولكن كان يحدث بعضنا بعضاً ولا يتهم بعضنا بعضاً { الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، فقرة 100، وسليمان بن خلف الباجي: التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، دراسة وتحقيق أحمد لبزار،  مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، ص371ـ372

[3] والعجيب ان بعض علماء السلف علق على قول شعبة فقال: لا ينبغي ان يكون الكذب في الحلال والحرام، فأجابه اخر: أجل لأن الله تعالى يقول: ((وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)) (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، فقرة 1899)

[4] عبد الحي الكتاني: نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الادارية، دار الكتاب العربي، بيروت، ج2، ص208

[5] التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص271ـ272

[6] الموضوعات، ج1، ص9}. ونقل عن احمد بن حنبل ذات هذا المضمون سوى انه ذكر أحمد بن عبد الله الجوباري مكان الواقدي { التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص272

[7] التعديل والتجريح، ج1، ص271

[8] الكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء. والجامع لاخلاق الراوي، فقرة 161، والمدخل إلى الإكليل. والمحدث الفاصل، ص416، وعلى هذه الشاكلة جاء ان شيخاً من الشيعة قال:  كنا إذا اجتمعنا استحسنا شيئاً جعلناه حديثاً (الموضوعات، ج1، ص39).

[9] قواعد التحديث، ص136

[10] المدخل إلى الإكليل. والموضوعات، ج1، ص49، وعلى هذه الشاكلة جاء ان أبا شيبة قال: كنت أطوف بالبيت ورجل من قدامى يقول: اللهم اغفر لي، وما أراك تفعل، فقلت يا هذا قنوطك أكثر من ذنبك، فقال دعني، فقلت له: أخبرني، فقال: إني كذبت على رسول الله (ص) خمسين حديثاً وطارت في الناس لا استطيع أن أرد منها شيئاً (الموضوعات، ج1، ص49).

[11] الموضوعات، ج1، ص50

[12] الموضوعات، ج1، ص10

[13] الكفاية في علم الرواية، والموضوعات، ج1، ص38

[14] الموضوعات، ج1، ص37

[15] الموضوعات، ج1، ص9

[16] سبط بن العجمي الحلبي: الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، حققه وعلق عليه صبحي السامرائي، مكتبة النهضة العربية، الطبعة الاولى، 1407هـ ـ1987م، عن مكتبة يعسوب الدين الإلكترونية، ص55

[17] الموضوعات، ج1، ص41

[18] الكفاية في علم الرواية، باب الرد على من زعم أن العدالة هى إظهار الإسلام وعدم الفسق الظاهر.

[19] وفي خبر اخر قوله: ما رأيت الصالحين في شيء أشد فتنة منهم في الحديث (لاحظ: الكفاية في علم الرواية، باب ترك الاحتجاج بمن لم يكن من أهل الضبط والدراية).

[20] صحيح مسلم، ج1، باب بيان ان الإسناد من الدين.

[21] قواعد التحديث، ص173

[22] المدخل إلى الإكليل. ومقدمة ابن الصلاح، باب معرفة الموضوع. والموضوعات، ج1، ص41

[23] الموضوعات ج1، ص40

[24] الموضوعات ج1، ص40

[25] الموضوعات ج1، ص41

[26] الموضوعات، ج1، ص42، والتعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص272

[27] وقال يحيى بن معين أخبرني رجل أنه نزل عليه سليمان بن عمرو النخعي وكان عنده أصحاب الحديث يوماً وهو يملي عليهم، فاطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير وسالم عن سعيد، يعني انه يضع لكل مسألة اسناداً (الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج9، ص20).

[28] الموضوعات، ج1، ص96.

[29] صحيح مسلم، ج1، باب بيان ان الإسناد من الدين. والكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء. وعبد الكريم السمعاني: أدب الاملاء والاستملاء، دار الهلال، بيروت، الطبعة الاولى، 1409هـ ـ1989م، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ص11.

[30] الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 141

[31] المحدث الفاصل، ص208

[32] ابن ابي حاتم الرازي: تقدمة المعرفة، شبكة المشكاة الالكترونية (لم تذكر ارقام صفحاته).

[33] انظر: الحاكم النيسابوري: معرفة علوم الحديث، مراجعة معظم حسين، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، 1397هـ ـ1977م، عن مكتبة سحاب السلفية الالكترونية، باب معرفة عالي الإسناد (لم تذكر ارقام صفحاته). وابن حجر العسقلاني: النكت على كتاب ابن الصلاح، ملتقى أهل الحديث الالكترونية، عن شبكة المشكاة الالكترونية، ج2، باب أقوال العلماء في حكم المرسل (لم تذكر ارقام صفحاته). والكفاية في علم الرواية، باب ذكر ما احتج به من ذهب الى قبول المراسيل. وأدب الاملاء والاستملاء، ص12.

[34] سير أعلام النبلاء، ج5، ص1136، وفي رواية اخرى قال الزهري لاهل الشام: ما لي ارى أحاديثكم لا خطم لها ولا ازمة، فصاروا حينئذ الى قوله (ابن حزم الاندلسي: الاحكام في اصول الاحكام، قوبل الكتاب على نسخة أشرف على طبعها أحمد شاكر، 1345هـ، عن مكتبة يعسوب الدين الالكترونية، ج1، ص102).

[35] الكفاية في علم الرواية، باب ذكر ما احتج به من ذهب الى قبول المراسيل.

[36] صحيح مسلم، ج1، باب بيان أن الإسناد من الدين. والكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء.

[37] المحدث الفاصل، ص415

[38] الكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء.

[39] الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 137

[40] الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 136

[41] صحيح مسلم، ج1، الباب السابق. وانظر ايضاً: مقدمة ابن الصلاح، باب معرفة الإسناد العالي والنازل، والكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء. وعن عبد الله بن المبارك ايضاً قال: مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم (الكفاية في علم الرواية، باب ذكر ما احتج به من ذهب الى قبول المراسيل. وأدب الاملاء والاستملاء، ص12). وعنه ايضاً انه قال: بيننا وبين القوم القوائم، يعني الإسناد (صحيح مسلم، ج1، الباب السابق). كما روي انه قيل له ان هذه الأحاديث مصنوعة، فقال: يعيش لها الجهابذة (الكفاية في علم الرواية، باب وجوب البحث والسؤال للكشف عن الأمور والاحوال، التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص268).

[42] المدخل إلى الإكليل، مصدر سابق.           

[43] الكفاية في علم الرواية، باب ذكر ما احتج به من ذهب الى قبول المراسيل.

[44] الموضوعات، ج1، ص104، واحتاط البعض اكثر من هذا، فكما جاء عن عفان انه قال: كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث وما حدثت منها بألفي حديث، وكتبت عن وهيب اربعة آلاف ما حدثت منها بألف حديث، وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف ما حدثت منها بألف، واحدهم يكون عنده الحديث يسوقه بالمقرعة حتى يخرجه (الجامع لاخلاق الراوي، ج2،  باب القول في انتقاء الحديث وانتخابه، فقرة 1530).

[45] التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح، ج1، ص268

[46] الكفاية في علم الرواية، باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء.

[47] مقدمة ابن الصلاح في مصطلح الحديث، باب معرفة الثقات والضعفاء من رواة الحديث

[48] الكفاية في علم الرواية، باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه.

[49] وكما يلاحظ ان المرسل لدى اهل الحديث مخصوص بالتابعين. اما إذا انقطع الإسناد قبل الوصول إلى التابعي بأن سقط ذكر شخص واحد سمي منقطعاً فحسب، وإن كان أكثر من واحد سمي معضلاً، ويسمى أيضاً منقطعاً. في حين ان كل ذلك يعد لدى اهل الفقه وأصوله من المرسل، وإليه ذهب من أهل الحديث أبو بكر الخطيب وقطع به، واشار الى أن أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال هو ما رواه التابعي عن النبي (ص) (مقدمة ابن الصلاح، باب معرفة المرسل. والكفاية في علم الرواية، معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات).

[50] محمد بن علي الشوكاني: ارشاد الفحول، دار الكتب العلمية، بيروت، ص99

[51] الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 116، والرحلة في طلب الحديث، ص89

[52] مقدمة ابن الصلاح، باب معرفة الإسناد العالي والنازل.

[53] الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 119، وكان يقول: الحديث بنزول كالقرحة في الوجه (المصدر السابق، فقرة 118).

[54] انشد البعض حول ذلك شعراً كهذين البيتين:

علم النزول اكتبوه فهو ينفعكم وترككم كتبه ضرب من العنت       

ان النزول اذا ما كان عن ثبت             اعلى لكم من علو غير ذي ثبت

وانشد اخر:

 لكتابي عن رجال ارتضيهم بنزول      هو خير من كتابي بعلو عن طبول

(الجامع لأخلاق الراوي، فقرة 123ـ125).

[55] الكفاية في علم الرواية، باب القول في ترجيح الأخبار. ومقدمة ابن الصلاح، باب معرفة الصحيح من الحديث.

[56] الحاكم النيسابوري: معرفة علوم الحديث، باب معرفة الجرح والتعديل. ودليل ارباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح، مصدر سابق.

[57] قواعد التحديث، ص80

[58] الكفاية في علم الرواية، معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات

[59] ابن حجر: نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، مكتبة سحاب السلفية الالكترونية (لم تذكر ارقام صفحاته).

[60] ويُعرف القسم الاول من الأقسام الثلاثة بتدليس الإسناد، وهو ان يسقط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه بصيغة (عن أو أن أو قال) أو يسقط أداة الرواية ويسمي الشيخ فقط فيقول: فلان مثلاً. ويُعرف القسم الثاني بتدليس الشيوخ، وهو ان يصف الشيخ المسمع بوصف لا يُعرف به من اسم أو كنية أو لقب أو نسبة إلى قبيلة أو بلدة أو صنعة ونحو ذلك. ويعتبر هذا القسم أخف من الاول. أما القسم الثالث فهو تدليس التسوية، وهو ان يروي حديثاً عن شيخ ثقة غير مدلس، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، فيأتي المدلس الذي سمع من الثقة الاول غير المدلس فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيستوي الإسناد كله ثقات. ويعد هذا أشر الاقسام الثلاثة (سبط بن العجمي: التبيين لأسماء المدلسين، تحقيق يحيى شفيق، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الاولى، 1406هـ ـ1986م، عن مكتبة يعسوب الدين الإلكترونية. ص11ـ12).

[61] الذهبي: المـوقظـة في علم مصطلح الحـديث، شبكة المشكاة الالكترونية، فقرة الحديث الصحيح (لم تذكر ارقام صفحاته).

[62] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، ج2، فقرة 1895، وتذكرة الحفاظ، ج1، فقرة 99

[63] مقدمة ابن الصلاح، باب معرفة آداب طالب الحديث.

[64] تقدمة المعرفة، باب ما ذكر من صحة حديث مالك وعلمه بالآثار. والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، ج2، فقرة 1896

comments powered by Disqus